الأحد، 18 سبتمبر 2011

من روائع محمد الرطيان




(أ)
حرية التعبير نسبية في كل مكان، والسلطة الرقابية لها ألف شكل وشكل:
أحيانًا تأتي على شكل «إعلان» لشركة ضخمة.. وأحيانًا بصورة «فكرة» قومية كبرى لا يجب المساس بها!
إعلان لحذاء فاخر بإمكانه أن ينزع كتابة فاخرة من مكانها.
لا يوجد إعلام حر.. يوجد إعلامي حر: يقاتل لتمرير «بعض» الحقيقة.
(ب)
لا يمضي أسبوع إلاَّ وتأتي رسالة من «مبتعث» في أمريكا يشكو فيها الملحقية التعليمية، وأداءها، وتعاملها!
قلتُ: لعل بعض المبتعثين يتجنّون عليها! ولكن هنالك آلاف الطلاب في عشرات الدول.. لماذا أغلب الشكاوى لا تأتي إلاَّ من أمريكا؟ لا بد أن هنالك خللاً في الأداء.. وشكلاً من أشكال التقصير.
تُصرف مليارات الريالات على برنامج الابتعاث، ومن أجل التوفير: يوضع (بعض) الموظفين لخدمة (عشرات الآلاف) من الطلاب!!
نعيش في الألفية الثالثة، وعصر الإيميلات والتعاملات الإلكترونية، وما يزال الطالب السعودي يسافر من ولاية لولاية لإنجاز معاملة مع الملحقية!!
مع هذه المتناقضات، والغرائب السعودية، لا تستغربوا عندما نكتشف:
أن وزارة تعليمية تقوم بالابتعاث، ووزارة تعليمية أخرى تحذّر منه، ومن شروره في مناهجها!!
(ج)
تردد دائمًا: «خانني التعبير»..!
ألم تفكر -ولو لمرة واحدة- : لعلّك أنت مَن خنته؟!
توقف عن الكلام لكي استمع إلى عينيك وهما تتحدثان عنك..
فإن خانك التعبير، فلن يخونك العبير الذي يفوح منك.
(د)
في كتب التاريخ، وعندما تفاخر كل سنة بنفسها أمام السنة الأخرى، ستأتي ٢٠١١ وهي تتبختر..
وتقول لهن بكل فخر: أنا أجمل منكنّ جميعًا..أنا سنة الحرية..
(هـ)
«تويتر»: أن تسكب الغيمة في كأس صغير.. وتختصر الحديقة في بخة عطر..
(و)
أمّي، يمّه، ماما، مام، ماميتا، مامي، ماتي، ممّي، مامان، مامو:
أيّ سحر وطهر وعطر في حرف «الميم»، جعله يرافق «الأم» في كل لغات الدنيا؟
(ز)
تظن أنك حر، وأنت -كل يوم- تشارك بصناعة قيد اجتماعي جديد.
والقيد الذي لم تشارك بصناعته.. تشارك بحمايته.
والذي لا تحميه تقف أمامه محايدًا.
انظر حولك، وحاول أن تكتشف بعض القيود التي تحتفي بها وتدافع عنها!
(ح)
الغضب: خطر جدًّا..
بإمكانه أن يحوّلنا -خلال لحظات- من بشرٍ إلى كائنات متوحشةٍ!
(ط)
الكتابة:
أن تفتح براري صدرك لغزالة القلق؛ لترعى من عشب نبضك.
أن تصب زيت جسدك على قنديل السطر؛ لتضيء الفكرة.
الكتابة:
أن تغوي العبارة؛ لتفتح لك ازرار قميصها، وتكشف أسرار حديقتها..
وتأخذك إلى سرير خرافي.. هي: سيدته، وجاريته!
الكتابة :
أن تكتب كلمة «بحر» وقبل أن تصل إلى الراء ترى الأسماك تقفز فوق أوراقك!
الكتابة:
أن تعرف العلاقة بين (انتحر)، و(أنت حر)، وتكتشف ما الذي فكّكها، وغيّر المعنى؟!

السبت، 17 سبتمبر 2011

واقعنا


ملامح زمن
آخر الزمن , زمن الفتن
(
من منا ترك يد الآخر وأهداه للضياع / نحن أم الزمن ؟)

ساءت ملامح الزمن كثيرا !
فالجدران التي كنا نلطخها بالطباشير والفحم / بفرح !
أمست تُلطخ بالدم / بحزن !
وقوم لوط !!!
أمسينا نطلق عليهم (جنس ثالث )
والمتشبهات من النساء بالرجال واللاتي لعنهن الله 
نطلق عليهن ( بويات )
ونتعامل مع الكبائر على أنها ( حالات نفسية )
ونستهلك الكثير من وقتنا في حوارات مقرفة مع 
(
بويات ) و ( جنس ثالث ) ومدمني خمر ومخدرات !
وعلماء دين ونفس واجتماع يناقشون ويحللون !
عفواً / ماذا تناقشون ؟
رجال يمارسون اللواط ونقول ..... أسباب نفسية !
أبناء يمارسون العقوق بأبشع صوره ..... ونقول أسباب نفسية !
فتيات يمتهن ( الدعارة ) ..... ونقول أسباب نفسية !
وأمست الحالة النفسية / شماعة زمن بشع !
في طفولتنا كانت لعلبة الألوان وكراسة الرسم متعة مابعدها متعة 
فالرسم كان بمثابة ( الكمبيوتر / والنت / والبليستيشن )
وفي طفولتنا كانت القنوات التلفزيونية مدرسة من مدارس الحياة 
وكانت هناك ثوابت لاتتغير بها 
كان البث التلفزيوني يبدأ بالسلام الوطني 
ثم ( القرآن الكريم )
ويليه ( الحديث الشريف )
ثم أفلام الكرتون التي كنا نطلق عليها ( رسوم متحركة )
ثم المسلسلات العربية المحترمة 
والتي كان لايصلنا منها إلا الصالح 
لان رقابة التلفزيون في ذلك الوقت كانت لاتتجاوز الخطوط الحمراء 
و كانت تحمل في أجندتها ماتحرص على احترامه 
بدء بالدين وانتهاء بالعادات والتقاليد 
فكانت مشاهد ( العُري ) تُحذف 
ومشاهد ( الرقص ) تُحذف 
ومشاهد (القُبَل) تُحذف 
و( الألفاظ البذيئة ) تُحذف 
وكان وقت الأذان مقدّس / ويليه فترة استراحة للصلاة
والآن ؟ ماذا تبقى من إعلام ذلك الزمان ؟
مشاهد رقصٍ وعريٍ وقُبَل 
واعلانات مخجلة بدء بـ ( مزيلات الشعر) وانتهاء بـ ( الفوط الصحية )
ومذيعات كاسيات عاريات !
فأما أن تكون المذيعة ( رجل ) تناقش وتحاور في المواضيع السياسية والرياضية بحدّة 
وأما ان تكون ( دمية ) تتراقص وتتمايل بملابس أقرب ماتكون لملابس النوم 
ليسيل لعاب الرجال خلف شاشات التلفاز !
وينهار من جبال الأخلاق ماينهار !
إلا من رحم الله ! 
المسلسلات التركية 
وآخر أنواع المخدرات التي صدرت للوطن العربي
فلا عادات تتناسب مع عاداتنا / ولا مفاهيم يتقبلها ديننا 
فلا يكاد يخلو مسلسل تركي من امرأة حامل / تحمل في احشائها بذرة حرام 
ونتابع المسلسل والبذرة تكبر !
ونحن نتعاطف مع المرأة لانها بطلة المسلسل التي يجب ان نعيش حكايتها الحزينة 
ونترقب الاحداث بلهفة عظيمة 
ونتحاور ونتناقش هل ستعود اليه ام لا !
متجاهلين انها زانية تحمل في بطنها سفح
ضاربين بعرض الحائط كل القيم التي تربينا عليها
فمسلسل واحد كفيل بان ينسف بنا من الأخلاق الكثير !
واصبح التناقض يسري مسرى الدم بنا 
ففي الوقت الذي نربي فيه فلذاتنا على الفضيلة والأخلاق 
ننسف هذه الفضيلة وهذه الاخلاق امامهم في جلسة واحدة 
لمتابعة مسلسل تركي بطلته حامل من صديقها البطل
ونحن نصفق ونشجع ونتعاطف ونبكي ... وننتظر ولادتها بفارغ الصبر !
أتراه زمن أسنمة البخت المائلة ؟
والنساء المائلات المميلات؟
فالعباءة الفضفاضة ذات اللون الأسود والتي كانت تغطي المرأة من الرأس الى القدم
فلا تشف ولا تكشف 
و ترمز للدين والستر والحشمة
لم يتبقى من ملامحها القديمة الكثير
بعد أن نزلت من الرأس إلى الكتف
وضاقت حتى كادت تخنق صاحبتها
وضاع سواد لونها في زخارف وألوان دخيلة !
وامست العباءة بعيدة كل البعد عن الدين والحشمة والعادات القديمة !
فهناك عباءات شبيهة بــ قمصان النوم 
واخرى شبيهة بــ ( جلابيات ) المنزل 
وأخرى لاتختلف كثيرا عن فساتين السهرة والأعراس !
حقا!!
أتراه زمن أسنمة البخت المائلة ؟
في الماضي الأجمل !
كان ابن الخامسة عشر يحمل السيف ويفتتح البلدان 
ويتحدى البحر في زمن الغوص من اجل لقمة العيش
واصبح ابن الخامسة عشر في زماننا مراهق يمر بمرحلة خطرة 
ولابد من مراعاة مشاعره 
ولابد من الانتباه اليه وتتبع خطواته حتى لايزل
وان أخطأ فهو ( حَـدَث )!
ولايعاقبه القانون!
وابنة الخامسة عشر كانت في الماضي زوجة صالحة وام على مستوى عال من المسؤلية 
وأصبح زواج ابنة الخامسة عشر الان فعل يقترب من الجريمة 
فهي طفلة لاتتحمل مسؤلية نفسها 
وقراراتها خاطئة ومشاعرها نزوة مؤقته 
تتغير حين تصل مرحلة البلوغ !
ابنة الخامسة عشر في الماضي كانت ام تربي اجيال
وابنة الخامسة عشر في الحاضرمراهقة 
إن لم نسخر حواسنا الخمسة في مراقبتها ضاعت !
ترى؟؟
لماذا لم يراهق شباب الزمن الماضي وفتياته
هل المراهقة مرحلة من اختراعنا نحن ؟
هل نحن من أوجدها وألصقها في زماننا !